سنتحدث اليوم في مقالنا هذا عن أحد الأمراض الوعائية المهمة في اختصاص جراحة الأوعية ألا وهو داء برغر أو الالتهاب الوعائي الخثري الساد.
سبب التسمية والاسم الآخر له:
سمي داء برغر بهذا الاسم نسبةً للعالم Leo Buerger الذي وصف هذا الداء عام 1908.
ويعرف أيضاً باسم الالتهاب الوعائي الخثري الساد Thromboangitis Obliterans (TAO)
ما هو داء برغر؟
هو مرض وعائي التهابي تحسسي، يصيب الأوعية الصغيرة والمتوسطة القطر بشكل قطعي مؤدياً لمظاهر انسدادية، كما يصيب الأوردة والأوعية اللمفاوية.
وبائيات المرض:
تتراوح أعمار معظم المرضى بين 20 و45 عاماً حيث تخف حدة المرض بعد 45 عاماً، كما أنه يصيب الذكور بشكل أكبر من الإناث.
يعد هذا المرض قليل الانتشار في أوروبا بينما يمتلك أعلى معدل للحدوث عند الهنود الأصليين، وفي كوريا، واليابان، واليهود الأشكيناز.
قلّ تواتر حدوث المرض مؤخراً.
الآلية المرضية:
لا تزال الألية المرضية المسببة لهذا الداء مجهولة، لكن هنالك العديد من العوامل التي تلعب دوراً في تطور المرض مثل:
- التدخين: حيث أثبتت الدراسات أن الاستخدام المديد للسجائر بالإضافة للتدخين السلبي يعد من الأسباب المباشرة لظهور وتطور المرض.
- فرط حساسية الجهاز المناعي: الذي يؤدي لسوء وظيفة الأوعية وتشكل خثرات التهابية.
- الاستعداد الوراثي بوجود بعض المورثات المرتبطة بهذا الداء.
الأعراض السريرية لداء برغر:
- العرج المتقطع وهو الشعور بالتعب والألم في الساقين عند المشي لمسافات طويلة.
- ألم بحالة الراحة وقرحات مؤلمة وموات الأصابع بسبب نقص التروية في اليدين والقدمين التي قد تؤدي للبتر بحال الإهمال.
- ظاهرة رينو الثانوية وهي تغير لون أصابع الأطراف عند التعرض للبرد والشدة وذلك بسبب التبدلات على حساب الأوعية الشعرية.
- أخماج جلدية ثانوية مع تطور إنتان جهازي بسبب تجرثم الدم.
الموجودات السريرية عند فحص مريض داء برغر:
- حس برودة ووذمة خفيفة في الأطراف المصابة.
- غياب النبض الشرياني المحيطي عند أغلب المرضى.
- حس حرق ونمل وخدر باليدين والقدمين.
تشخيص المرض:
تم اقتراح نظام عالمي موحد يعتمد على إعطاء درجات للأعراض، وذلك لتأكيد أو نفي تشخيص الداء معتمداً على المعايير التالية:
عمر المريض عند الإصابة، الجنس، التدخين، موقع الطرف المصاب في الطرف العلوي أم السفلي، والظواهر السريرية المرافقة كظاهرة رينو، والاستقصاءات المتممة.
وتعطى مجموعة نقاط عند وجود كل معلومة من المعلومات السابقة وحسب النتيجة النهائية يتم التوجه نحو التشخيص النهائي وهل لدى المريض داء برغر أم لا.
الأمراض المشابهة سريرياً لداء برغر:
- عضة الصقيع.
- السكري.
- اعتلال الأعصاب المحيطي.
-التصلب العصيدي.
الفحوص المساعدة بالتشخيص:
- التصوير الوعائي الظليل للأطراف الأربعة الذي يُظهر الآفات السادة في الشرايين المتوسطة والصغيرة، كما نلاحظ تشكل دوران جانبي حول منطقة الأذية.
- ايكو دوبلر للقلب والأوعية ومرنان وعائي لنفي الآفات المطلقة للصمات التي قد تكون سبباً للأعراض المحيطية.
كما نقوم ببعض الفحوص المخبرية لنفي الأمراض المشابهة.
علاج المرض:
1- العلاج الدوائي:
يعد الانقطاع عن التدخين الوسيلة المثبتة الوحيدة لإيقاف ترقي المرض.
كما يتم اللجوء لثلاثة مجموعات دوائية:
- مضادات التصاق الصفيحات كالأسبرين والكلوبيدوغريل.
- المميعات كالهيبارين والوارفارين.
- الموسعات الوعائية لتحسين التروية الدموية مثل البابافيرين المرخي للعضلات الملساء للأوعية الدموية، والبروستاغلاندينات.
كما يجب علاج القرحات المصابة بالإنتان والألم المرافق للآفات.
2- العلاج الجراحي:
- إعادة التروية المباشر: عن طريق المجازات الشريانية والتوسيع.
- إعادة التروية اللا مباشر: عبر خزع ودي قطني للعقد الودية بالجانب المصاب.
ويبقى العلاج الجراحي النهائي في داء برغر المعند لا سيما عند الذين يستمرون بالتدخين هو إجراء البتر للجزء البعيد من الطرف المصاب وذلك في حال وجود قرحات أو جزء متموت من الطرف أو وجود ألم معند على العلاج.
والجدير بالذكر أنه يجب تجنب إجراء البتر ما أمكن، وفي حال إجرائه فيجب الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الطرف لتحسين نوعية حياة المريض وتقليل اعتماده على الآخرين.
الوقاية من المرض:
- استخدام جوارب واقية للأقدام ضد الرض والأذيات الحرارية والكيميائية.
- المعالجة الباكرة والصارمة لأي أذية بالأطراف للوقاية من الإنتان.
- تجنب الأماكن الباردة.
- تجنب الأدوية التي تؤدي إلى تقبض وعائي.
إذا كنت تريد ترك التدخين و بحاجة مساعدة فإن تطبيق اليوم سيكون مساعدك الشخصي للإقلاع عن التدخين و ترك هذه العادة السيئة و استعادة صحتك و قوتك.
تحميل التطبيق.
بإمكانك تحميل التطبيق من خلال الرابط التالي اضغط هنا