الهبوط الرحمي وهي حالة صحية يحدث فيها نزول للرحم مع القسم العلوي من المهبل باتجاه الأسفل نتيجة ضعف في آليات الدعم الرحمية من أربطة وعضلات والتي تحافظ على توضع الرحم الطبيعي في الحوض .
أسباب هبوط الرحم و أي فئة من النساء الأكثر عرضة للإصابة؟
يزداد احتمال حدوث هبوط الرحم مع التقدم بالعمر وهو أكثر شيوعاً عند النساء بعد الدخول في سن الضهي ( سن انقطاع الطمث ) وبشكل خاص النساء عديدات الولادة ( ولادة مهبلية طبيعية ) و البدينات، وذلك بسبب ترافق الولادات الطبيعية بزيادة الضغط داخل البطن عند الحزق (الضغط والكبس عند الولادة)، و بارتخاء و أذية الأنسجة الداعمة للرحم و الأعصاب في منطقة الفرج و لكن ذلك وحده لا يؤدي للهبوط المهبلي قبل أن يبدأ ضمور الأنسجة وارتخائها بسبب نقص إنتاج الكولاجين و ضعف عضلات المهبل في مرحلة الضهي ( انقطاع الطمث ) بسبب نقص هرمون الاستروجين بشكل أساسي .
قد يحدث هبوط الرحم في الأسابيع الأولى من الحمل نتيجة ارتخاء أربطة الرحم بتأثير هرمون البروجسترون و خاصة عند النساء عديدات الولادة والبدينات ، ولكن مع تقدم الحمل و زيادة حجم الجنين يعود الرحم للارتفاع ويصبح الهبوط أقل وضوحاً دون أن يترافق ذلك بإجهاض أو خطورة على الجنين .
قد يحدث هبوط رحم بعد الولادة في مرحلة النفاس و لكن يعود لتوضعه الطبيعي دون علاج بعد أن يقل الضغط على الرحم .
كما توجد عوامل أخرى تسبب الإصابة بالهبوط الرحمي حيث تزداد احتمال الإصابة بالهبوط الرحمي في الحالات التي تترافق بزيادة الضغط داخل البطن مثل السعال المزمن و الإمساك المزمن نتيجة الكبس عند التبرز ورفع الأشياء ذات الوزن الثقيل .
كما تترافق ولادة جنين بحجم كبير بزيادة احتمال أذية الأنسجة الداعمة للرحم و احتمال أكبر لهبوط الرحم.
ومن الحالات النادرة وجود خلل جيني يسبب فشل خلقي في تصنيع الكولاجين الداعم للأنسجة و هبوط رحمي حتى عند عديمات الولادة .
ماهي الأعراض التي تدل على الإصابة بالهبوط الرحمي؟
تختلف أعراض الإصابة بالهبوط الرحمي بحسب شدة ودرجة هبوط الرحم فقد يكون هبوط الرحم غير عرضي في الحالات الخفيفة ولا تشعر السيدة بأية أعراض مزعجة ، ومن أهم الاعراض التي ترافق الإصابة بهبوط رحمي هي الشعور بثقل في الحوض وعدم ارتياح عند المشي والشعور بهبوط شيء للأسفل عند الوقوف أو المشي أو الكبس وقد يترافق ذلك بنزف مهبلي أو زيادة إفرازات مهبلية .
كما قد يسبب هبوط الرحم الشعور بآلام أسفل الظهر وعسرة جماع ( ألم و انزعاج عند الجماع) .
و قد يترافق هبوط الرحم مع انضغاط المثانة و حدوث سلس بولي، أو يترافق بانضغاط المستقيم وحدوث إمساك .
درجات الهبوط الرحمي
وهي تصنيف الهبوط الرحمي إلى أربعة مراحل تختلف بحسب مرحلة نزول الرحم وهي كالتالي :
الدرجة الأولى يكون الرحم في المنطقة العلوية من المهبل .
الدرجة الثانية يصل الرحم إلى فتحة المهبل حيث يمكن رؤية النتوء الرحمي عبر المهبل .
الدرجة الثالثة تشمل خروج عنق الرحم من المهبل .
الدرجة الرابعة هي هبوط رحمي تام نتيجة خروج عنق الرحم وجزء من الرحم عبر المهبل.
ماذا عن تأثير هبوط الرحم على الحمل؟
هبوط الرحم لا يمنع حدوث الحمل و لا يؤثر على القدرة الإنجابية و لكن يفضل تأخير الحمل لعدة أشهر بعد علاج حالة الهبوط الرحمي .
العلاجات الطبية في حالة الهبوط الرحمي :
في الحالات الخفيفة من الهبوط الرحمي وغير العرضية قد تساعد تمارين كيجيل في تقوية عضلات الحوض وعلاج الهبوط الرحمي و مشاكل السلس البولي ، يقوم الطبيب بشرح كيفية القيام بتمارين كيجيل .
في بعض الحالات يمكن استخدام أجهزة داخل المهبل لرفع الرحم و يتم استخدامها بوصفة طبية وبحسب تعليمات الطبيب المعالج .
العلاج الجراحي لهبوط الرحم يعتبر الحل المثالي للمشكلة وخاصة الحالات الشديدة حيث يتم إعادة الرحم لتوضعه وتثبيته جراحياً إما بمدخل جراحي بطني أو عبر المهبل ، ولكن لا يتم إجراء جراحة لعلاج حالات الهبوط الرحمي عند وجود رغبة في الحمل والإنجاب.