الناميات ، وهي عبارة عن نسيج لمفاوي طري يتوضع في الجدار الخلفي للبلعوم الأنفي ( خلف الأنف ) ، وهي مسؤولة بشكل طبيعي عن محاربة العوامل الممرضة ( مثل عمل اللوزات ) فهي خط دفاعي مناعي لمفاوي هام في الجسم ضد الجراثيم والفيروسات .
يتعرض الطفل لدخول عوامل ممرضة لم يسبق لمناعته التعرف عليها لذا فإن ذلك سيؤدي لتفعيل مناعي وتضخم في الناميات واللوزات وتستمر بالضخامة بشكل طبيعي حتى عمر ستة سنوات وبعدها تكون مناعة الطفل تعرفت على معظم العوامل الممرضة ويصبح دور النسيج اللمفاوي في الناميات أقل لذا فإنها ستضمر تدريجياً وعادة ما تختفي نهائياً في عمر ال ١٢ سنة .
ماهي الأعراض التي قد تسببها ضخامة الناميات عند الأطفال و متى تتطلب ضخامة الناميات إجراء جراحة ؟
أولاً. الأعراض والمشاكل التي ترافق تضخم الناميات الأنفية :
بما أن الناميات توجد خلف التجويف الأنفي فإن ضخامتها قد تسبب إغلاق في المنعر ( الفتحة الخلفية للأنف ) مما يسبب صعوبات في التنفس من الأنف ومشاكل عند تناول الطعام ، كما يحدث تغير في لحن الصوت ( خنة صوت ) بسبب انسداد الأنف ،و احتقان وسيلان أنفي ، ويلاحظ لدى الطفل حدوث شخير ليلي .
نتيجة انسداد الأنف من الخلف فإن الطفل سيتنفس من فمه خاصة أثناء النوم، وذلك سيترافق بالشعور بالعطش وجفاف الفم وتشقق الشفاه، كما يحدث تغير في نمو الفك عند الطفل مما يؤدي لتطاول الوجه وبروز القواطع العلوية (سحنة غدية للوجه مميزة لضخامة الناميات ) .
كما أن الطفل سيعاني من التهاب مصلي متكرر في الأذن الوسطى ( وذلك بسبب انسداد نفير اوستاش بالناميات المتشحمة وفقد تهوية الأذن الوسطى ) سيعاني الطفل من نقص سمع و حكة وانزعاج في الأذن وقد يؤثر ذلك على الأداء الدراسي للطفل .
تترافق ضخامة الناميات مع التهاب الجيوب ، و إنتانات رئوية متكررة ، و ضخامة عقد لمفاوية في العنق وتحت الفك ، بالإضافة لمتلازمة توقف التنفس الانسدادي أثناء النوم .
ثانياً. كيف يتم تشخيص ضخامة الناميات ؟
يعتمد التشخيص على وجود أعراض موجهة مع فحص سريري للأنف والفم والأذن و جس العنق للبحث عن وجود ضخامات عقدية.
كما يطلب الطبيب إجراء صورة شعاعية بسيطة ( تصوير بالأشعة السينية ) .
وتجرى دراسة للنوم عند الطفل لتأكيد الإصابة بتوقف التنفس الانسدادي أثناء النوم، حيث تعتبر ضخامة الناميات هي السبب الأشيع للإصابة بهذه المتلازمة عند الأطفال .
ثالثاً. متى تحتاج الناميات لاستئصال جراحي ؟
تجرى جراحة استئصال الناميات في حال سببت ضخامة الناميات أعراض واختلاطات هامة سببت معاناة للطفل وصعوبة في النوم وتراجع تحصيله الدراسي .
عندما تسبب إصابة الطفل بمتلازمة انقطاع التنفس الانسدادي عند النوم أو سببت الشخير أو تغير في شكل الوجه عند الطفل نتيجة اضطراب نمو عظام الوجه ( سحنة غدية ) ، أو عندما تسبب التهاب أذن وسطى مصلي متكرر أو التهاب جيوب .
رابعاً. لنتحدث عن عملية استئصال الناميات الجراحي :
تعتبر جراحة ضخامة الناميات جراحة انتخابية يتم التحضير لها مسبقاً وليست جراحة إسعافية .
يجب التوقف عن إعطاء بعض الأدوية قبل الجراحة بعدة أيام مثل الاسبرين ( يجب اطلاع الطبيب على كل أدوية الطفل ) وصيام قبل الجراحة ثمانية ساعات .
تتم الجراحة تحت التخدير العام ، ويتم الوصول للناميات عبر الفم فلا يوجد شق جراحي خلال العملية ويتم تجريف الناميات ولا توجد خياطة خلال الجراحة ، كما أنها لا تستغرق أكثر من نصف ساعة وحتى ثلاثة أرباع الساعة . يبقى الطفل عدة ساعات في المشفى بعد العملية ثم يتم تخريجه بعد الاطمئنان على صحته . كما ينصح أن يتناول الطفل أطعمة طرية ومهروسة والإكثار من السوائل الباردة بعد العملية .
خامساً. ما المضاعفات الممكن حدوثها بعد العملية؟
قد يحدث ارتفاع حرارة و نزف دموي خفيف من الأنف خلال الأيام الأولى من العملية ولكن عند ارتفاع الحرارة لأكثر من ٣٨.٣ أو وجود نزف غزير قانئ من الأنف والفم أو إقياءات أو اضطرابات في التنفس عندها يجب مراجعة الطبيب .
ولكن تعتبر عملية استئصال الناميات آمنة وقليلة الاختلاطات والألم فيها أقل درجة من الألم التابع لعملية استئصال اللوزات .
تلين الحنجرة الخلقي عند حديثي الولادة ( الاسباب ، الاعراض والعلاج ).