تصلب الأذن الوسطى و هو عبارة عن حدوث تغيرات في عظيمات السمع في الأذن الوسطى المسؤولة عن نقل الأصوات باتجاه الأذن الداخلية ، مما يؤدي لنقص في السمع .
العظيمات السمعية هي عبارة عن ثلاث عظيمات تسمى المطرقة والسندان والركابة ، وهي مسؤولة عن نقل الأمواج الصوتية حيث أنها تهتز باهتزاز غشاء الطبل و تنقل الاهتزازات الصوتية للأذن الداخلية.
كيف يحدث تصلب الركابة؟
يحدث بسبب استبدال العظم القاسي المكون لعظم للركابة بالعظم الاسفنجي الطري، و يؤدي ذلك إلى تثبت الركابة وقلة قدرتها على نقل الأصوات.
كما تحدث تغيرات في بنية عظيمات السمع ما يسبب التصاقها ببعضها فتنقص قدرتها على الاهتزاز و نقل الأصوات للأذن الداخلية .
يمكن أن تصاب أي العظام السمعية بالتصلب ولكن غالباً ما تصاب الركابة بشكل أشيع، و عادة ما تصاب كلتا الأذنتين بالتغيرات التصلبية ولكن بشكل متفاوت في الشدة ،حيث يكون فقدان السمع في أحد الاذنتين أسوء من الأذن الأخرى .
والآن لنتحدث عن أسباب الإصابة بتصلب الأذن الوسطى (تصلب الركابة ):
لا يوجد سبب محدد للإصابة بتصلب الركابة و لكن توجد مجموعة من العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة بتصلب الركابة، حيث يعتقد أن الإصابة بتصلب الركابة ترتبط بوجود إصابة سابقة بالحصبة أو لأسباب مناعية، وقد ترتبط بوجود اضطرابات هرمونية حيث يلاحظ زيادة نسبة الإصابة بتصلب الركابة خلال الحمل وذلك له علاقة بزيادة هرمون الأستروجين ، كما أن تناول موانع الحمل الهرمونية الحاوية على الأستروجين ترتبط بزيادة نسبة حدوث التصلب.
إن وجود قصة عائلية للإصابة بتصلب الركابة يزيد احتمال الإصابة عند بقية أفراد العائلة .
تبدأ التغيرات التصلبية بعمر مبكرة وتصبح الأعراض واضحة عادة قبل عمر ال 45 سنة ،و يصاب بتصلب الأذن الوسطى ( تصلب الركابة ) الرجال و النساء و لكن نسبة إصابة النساء تكون أكبر .
ماذا عن أعراض الإصابة بتصلب الأذن الوسطى؟
تسبب الإصابة بتصلب الأذن الوسطى فقدان سمع تدريجي ، يحدث بداية نقص السمع في أحد الاذنتين وتتفاقم بشكل تدريجي ثم تنتقل الإصابة للأذن الأخرى .
في البداية يصبح المرضى غير قادرين على سماع الأصوات المنخفضة ثم تتطور الإصابة لتشمل نقص سمع الأصوات العالية، و يتحدث المريض بصوت منخفض وهادئ إذ أنه يسمع صوته بشكل أفضل من الأصوات المحيطة ويبدو أعلى بالنسبة له، كما أن المريض يسمع الأصوات ويفهم الكلام بشكل أفضل في الضجيج .
في بعض الحالات تنتشر الإصابة التصلبية للقوقعة ( الحلزون ) وذلك بسبب اتصال عظم الركابة بالأذن الداخلية مما يسبب نقص سمع حسي عصبي و قد تتطور الحالة لفقدان سمع تام بشكل نادر .
و قد تترافق الحالة بطنين في الأذن أو دوخة في بعض الحالات .
طريقة تشخيص الإصابة بمرض تصلب الأذن الوسطى :
يجب طلب استشارة طبية عند الإحساس بحدوث نقص في السمع لإجراء فحوصات سمعية و تخطيط سمع و فحص طبلة الأذن ، وفي بعض الحالات يطلب الطبيب إجراء صورة طبقي محوري لدراسة تعظم العظام السمعية في الأذن الوسطى .
كيف يتم علاج تصلب الاذن الوسطى؟
إذا تركت الحالة دون علاج فإن الأعراض ستتفاقم وقد تنتهي بفقدان سمع كما قد تتطور الأعراض لحدوث دوار و عدم توازن .
يعتمد العلاج على تخفيف أعراض نقص السمع وذلك من خلال استخدام سماعة أذنية لتضخيم الصوت ومعالجة أعراض نقص السمع التوصيلي وتحسين قدرة الأذن على نقل الاصوات .
كما يمكن للكالسيوم وفيتامين د و الفلورايد أن تحسن أعراض نقص السمع الناتج عن امتداد مشاكل الأذن التصلبية للأذن الداخلية .
يتم إجراء العلاج الجراحي ( جراحة تصنيع الركابة ) من خلال استئصال عظم الركابة حيث يساهم ذلك في تخفيف الأعراض، بحيث يتم استئصال العظم التالف و تبديله بعظم صناعي يساعد على نقل الأصوات ، يتحسن نقص السمع التوصيلي لعدة سنوات بعد استئصال عظم الركابة ولكن تعود الحالة لتتفاقم من جديد .