إن المجيئات المقعدية تكون أشيع عند الولادة قبل تمام الحمل ويقل تواتر المجيئات المقعدية مع تقدم عمر الحمل، بحيث إن 15٪ من المجيئات تكون مقعدية في الأسبوع 30 من الحمل و فقط 3% تكون مجيئات مقعدية عند الولادة في تمام الحمل .
تعتبر الوضعية المقعدية للأجنة قبل الأسبوع 35 من الحمل ليست ذات أهمية سريرية، إذ أن معظم هذه المجيئات ستنقلب عفوياً للوضعية الرأسية بعد الأسبوع 37 من الحمل .
ما هي أسباب المجيء المقعدي (الوضعية المقعدية للأجنة) ؟
يعتبر الخداجة والولادة قبل تمام الحمل أهم و أشيع سبب للولادة المقعدية .
ومن الأسباب الاخرى : وجود حمل توأمي عندها يكون أحد الأجنة أو كلاهما يكون بوضعية مقعدية.
وجود مشكلة في الرحم تعيق انقلاب الجنين للوضعية الرأسية عند الولادة مثل ورم ليفي في الرحم أو تشوه شكل الرحم الخلقي أو حالات موه السائل السلوي المحيط بالجنين أو شح السائل السلوي والتي تعيق انقلاب الجنين وتوضعه الرأسي عند الولادة .
وجود مشيمة منزاحة ( ارتكاز المشيمة على القسم السفلي للرحم على عنق الرحم أو بجانبه ) يعيق انقلاب الجنين رأسياً .
كيف يتم تشخيص المجيء المقعدي ؟
يتم تشخيص المجيء المقعدي من خلال مناورات فحص سريري حيث يجس الطبيب بطن الحامل ليجد أن رأس الجنين في الأعلى ( كتلة قاسية مدورة منتظمة وقاسية ) ومقعده في الأسفل ( كتلة طرية غير منتظمة ) كما يتم إصغاء ضربات قلب الجنين التي تكون أوضح مايمكن فوق السرة في المجيء المقعدي، و يتم التأكد بإجراء تصوير بالصدى ( الإيكو ) حيث يتم التأكد من وضعية الجنين داخل الرحم، ولا يعتبر مجيء الجنين مقعدياً قبل الاسبوع 35 من الحمل .
ما خطورة الولادة الطبيعية المقعدية؟
في كثير من الحالات تتم الولادة المقعدية عبر القناة المهبلية دون اللجوء لعملية قيصرية و لكن ذلك قد يحمل بعض المخاطر بشكل نادر مثل تعرض الجنين لأذيات توليدية ناتجة عن استخدام الملقط التوليدي لتسهيل الولادة مثل الورم الدموي الرأسي أو نزوف داخل القحف ( نادراً ) ، قد يكون معرض أيضاً لانقطاع تروية الحبل السري نتيجة انضغاطه خلال الولادة ، و قد تترافق الولادة المقعدية مع كسور في عظم الفخذ أو الترقوة أو العضد .
كما قد ترافق الولادة المقعدية مع أذية في الأنسجة في الفرج والقناة المهبلية عند الأم مع احتمالية حدوث تمزق بشكل أشيع في الولادة المقعدية من الولادة الرأسية واحتمالية استخدام الملقط التوليدي أو إجراء خزع فرجي لتسهيل الولادة .
كيف تجرى الولادة و ماهي الإجراءات التوليدية في حالات المجيء المقعدي؟
قد يتم بداية إجراء تحويل رأسي للجنين خارجي أو داخلي عبر مناورات يقوم بها طبيب ذو خبرة تساعد على قلب الجنين للوضعية الرأسية، ولا يمكن إجراء التحويل الرأسي في جميع الحالات و قد يحمل خطورة على الجنين مالم يتم بإشراف طبيب ذو خبرة و داخل المشفى .
يمكن أن تتم ولادة الجنين بمجيء مقعدي مهبلياً بشكل طبيعي في الكثير من الحالات إذ أن المجيء المقعدي ليس دائماً سبب لإجراء عملية قيصرية .
قبل تجربة الولادة المهبلية يجب التأكد من وجود تناسب حوضي جنيني بحيث أن الجنين يستطيع العبور عبر عظام حوض الأم ، وأن لا يكون الجنين زائد الوزن أو عرطل ( يجب أن يكون أقل من ٣,٥ كغ ), لأن ذلك قد يسبب مخاض مسدود و خطورة على حياة الأم وجنينها .
تعتبر الولادة القيصرية مستطبة في توليد المجيئات المقعدية بحال عدم نجاح التحويل الرأسي أو عدم إمكانية إجرائه مع وجود صعوبة في تجربة الولادة المهبلية ومخاطر على الأم والجنين .