يتمتع الانسان بوجود حاسة الشم بفضل وجود مخاطية شمية تتنبه للروائح المختلفة وترسل إشارات عصبية للدماغ ليفسرها ، وفي بعض الأحيان تتعرض لضعف أو فقدان لإحساسك بالروائح وتمييزها إما بسبب وجود انسداد في الأنف يمنع وصول الروائح للمخاطية الشمية أو نتيجة وجود خلل في المخاطية الشمية أو العصب الشمي والمراكز العصبية المسؤولة عن حاسة الشم .
حيث توجد العديد من الحالات المرضية التي تؤثر على حاسة الشم وتسبب فقدانها بشكل تام أو جزئي و قد يكون فقدان الشم بشكل دائم، و لكن في غالبية الحالات يكون مؤقت حتى زوال الحالة المرضية المسببة لانسداد الانف أو المخربة للنهايات الحسية الشمية في الأنف .
إذاً ماهي الحالات المرضية المسببة لفقدان حاسة الشم؟
1.يعتبر احتقان الأنف السبب الأشيع لفقدان حاسة الشم ، حيث أن كل من الرشح و التحسس الأنفي سيؤدي لاحتقان في الأنف بالتالي سيؤثر على حاسة الشم، ولكن تعود حاسة الشم طبيعية عند تحسن الحالة والشفاء .
2.من الشائع فقدان حاسة الشم عند الإصابة بعدوى أنفية فيروسية مثل فيروسات الانفلونزا وفيروس كورونا .
3.يترافق التهاب الجيوب عادة بفقدان لحاسة الشم مع شم لروائح كريهة أحياناً و تكون الحالة مؤقتة تشفى بشفاء حالة الالتهاب الحادة في الجيوب، أما بالنسبة لالتهابات الجيوب المزمنة فإن فقدان الشم يكون حالة مستمرة في معظم الحالات .
4.انسداد الأنف بسبب وجود انحراف في الوتيرة الأنفية أو بوليب أنفي أو ورم دموي أو ضخامة قرينات أنفية أو جسم أجنبي داخل الأنف او كتلة سرطانية أنفية، و سوف يترافق مع عدم القدرة على شم الروائح و تتحسن حاسة الشم بتصحيح انحراف الوتيرة أو استئصال البوليب وعلاج الحالات المرضية المذكورة .
5.كما يحدث فقدان الشم نتتيجة تأذي المنطقة الشمية في الأنف إما نتيجة التعرض لمواد كيميائية مخرشة ومؤذية للخلايا الحسية في المخاطية الشمية مثل المبيدات الحشرية أو نتيجة التعرض لرضوض وكسور الأنف أو إجراء جراحة للأنف مثل الجراحة الجائرة على القرينات الأنفية التي يتم فيها أذية المناطق الشمية .
6.إن تدخين التبغ وتعاطي الكوكائين شماً من الأسباب الهامة لفقدان حاسة الشمع وتأذي المخاطية الأنفية الشمية بسبب حرمانها من التروية الدموية .
7.يحدث فقدان حاسة الشم نتيجة التعرض لرض دماغي أو نزف أو احتشاء دماغي في الفص الجبهي وتأذي المنطقة المسؤولة عن التعرف على الروائح وإدراكها .
8.وقد يكون سبب فقدان حاسة الشم سبب خلقي كمتلازمة كالمان وهي متلازمة خلقية تحدث عند الذكور و تترافق بغياب المناطق الشمية للأنف و عدم القدرة على الشم ، بالإضافة لغياب الهرمون الحاث للأقناد GnRH بالتالي عقم وخصى صغيرة نتيجة نقص إنتاج هرمون التستوسترون الذكوري .
هل فقدان حاسة الشم دلالة و عرض لأمراض أخرى؟
يعتبر فقدات حاسة الشم أحد أعراض الإصابة بأورام الفص الجبهي في الدماغ.
كما يعتبر فقدان الشم عرض شائع عند الإصابة بالزهايمر أو داء باركنسون أو التصلب اللويحي، فعادة ما يكون فقدان الشم من الأعراض المبكرة والأولى عند الإصابة بداء باركنسون .
بعض الأدوية التي تؤثر على حاسة الشم : خافضات الضغط الشرياني ، مضادات الاكتئاب و بعض المضادات الحيوية .
ما العلاقة بين فقدان حاسة الشم والتقدم بالعمر؟
من الطبيعي وجود ضعف في حاسة الشم مع التقدم بالعمر حيث يحدث نتيجة فقدان الخلايا الحسية في المنطقة الشمية نتيجة التموت الطبيعي وضمور المخاطية الشمية .
عند تراجع حاسة الشم نتيجة وجود التهاب واحتقان في المخاطية الأنفية فعادة ما تعود حاسة الشم لوضعها الطبيعي خلال أسبوعين من التعافي من المرض .
وفي الختام ننوه أن فقدان حاسة الشم لمدة زمنية طويلة يتطلب مراجعة الطبيب لتشخيص السبب من خلال فحص الأنف والجيوب الأنفية بالتنظير أو إجراء فحوصات الحساسية أو إجراء صورة طبقي محوري .