يعتبر التهاب الحلق مشكلة شائعة تترافق بالشعور بألم في الحلق مع صعوبة في البلع و عادة ما تنتج عن الإصابة بعدوى فيروسية وهو السبب الاشيع للإصابة بالتهاب الحلق وقد تشفى من تلقاء نفسها، ولكن لالتهاب الحلق أسباب أخرى تتطلب التشخيص وتلقي العلاج المناسب بحسب الحالة .
لنتحدث الآن عن أسباب التهاب الحلق و اختلاف الأعراض باختلاف السبب وماهي طرق علاج كل منها على حدى.
1.التهاب الحلق الفيروسي:
يعتبر التهاب الحلق الفيروسي السبب الأشيع للإصابة بالتهاب الحلق ، ومن أكثر الفيروسات المسببة لالتهاب الحلق هي فيروسات الإنفلونزا ، وقد يحدث التهاب الحلق في سياق العدوى الفيروسية في الأمراض التالية : الفيروسات الأنفية ( كورونا ) ، الحصبة ، الجدري ، داء وحيدات النوى الخمجي ( الحمى الغدية ) .
تتميز الإصابة الفيروسية عادة بأعراض خفيفة تتراوح بين ألم في الحلق وصعوبة في البلع نتيجة الألم مع الإحساس بخشونة في منطقة الحلق وصعوبة في الكلام وقد يصبح الصوت مكتوم ، وقد تترافق مع ضخامة عقد لمفية في العنق أو تحت الفك . وبالفحص السريري يلاحظ وجود تورم واحمرار في اللوزتين أحياناً .
بالنسبة للتشخيص فإنه يتم بناءً على الأعراض التي يذكرها المريض وفحص الحلق ، وينصح المريض بالراحة وأخذ مسكنات ( الباراسيتامول ) وخافضات حرارة بحال وجود حمى وتتراجع الإصابة الفيروسية عفوياً خلال عدة ايام .
أما بالنسبة لالتهاب الحلق في سياق الإصابة بفيروس ايبشتاين بار ، فإنه يترافق بألم في الحلق وحمى وضخامة لوزات مع وجود غشاء رمادي على اللوزات، وتحدث ضخامة عقد لمفية في العنق ثنائية الجانب وتسمى هذه الحالة بالحمى الغدية ( داء وحيدات النوى الخمجي ) ويعتمد التشخيص على إجراء استقصاءات مخبرية والعلاج يتطلب أخذ مسكنات وكورتيزون وصادات وقائية ( بوصفة طبية ) .
2. التهاب الحلق الجرثومي :
والذي يحدث في سياق عدوى جرثومية ويعتبر أقل شيوعاً من التهاب الحلق الفيروسي ولكنه أكثر شدة ويتطلب علاج طبي بالصادات الحيوية .
أشيع الجراثيم المسببة لالتهاب الحلق الجرثومي هي العقديات الحالّة للدم A ، وهي عادة ما تسبب ألم شديد في الحلق مع ارتفاع حرارة لأكثر من ٤٠ درجة مئوية وبالفحص نلاحظ وجود نتحة قيحية. من الشائع حدوث مضاعفات هامة وخطيرة مثل تجرثم دم ، توذم حنجرة ، التهاب كبب وكلية ، التهاب سحايا جرثومي ، حمى قرمزية ، في سياق الإصابة بجرثومة العقديات الحالّة للدم A ( جرثومة العقديات المقيحة ) . عادة ما يصاب الاطفال بالتهاب الحلق بالعقديات .
يتم التشخيص بناء على الأعراض والفحص، وقد يأخذ الطبيب مسحة من الحلق لفحصها وتشخيص الإصابة بالعقديات اعتماداً على وجود المستضدات بالعينة المأخوذة ، ويوصف علاج بالصادات الحيوية بالإضافة للمسكنات وخافضات الحرارة .
يجب تلقي علاج كامل بالصادات الحيوية التي يصفها الطبيب دون إيقاف العلاج بمجرد تراجع الأعراض، بحيث يجب إكمال العلاج للقضاء التام على الجراثيم وتجنب الإصابة بالحمى الرثوية أو التهاب الكبب والكلية نتيجة تفعيل مناعة الجسم الذاتية تجاه مستضدات الجرثوم التي بقيت في الجسم بسبب عدم إكمال العلاج .
كما يحدث التهاب الحلق في سياق الإصابة بجرثومة الوتديات الخناقية وهو مايسمى بالتهاب الحنجرة الدفتريائي (الخناق ) ، وهي عادة ماتصيب الأطفال قبل عمر 10 سنوات ، و قد يصيب الالتهاب الأنف أو الحلق أو الحنجرة . وتبدأ الاصابة بحمى خفيفة وألم في الحلق وعند البلع.
تتميز الإصابة بتورم مؤلم في الرقبة مع ضخامة عقد لمفاوية ثنائية الجانب في الرقبة ، ويتشكل غشاء رمادي اللون عند مدخل الحلق ،
ويتم التشخيص من خلال الفحص الطبي وإجراء اختبارات مخبرية ( PCR او الزرع على وسط لوفلر ) .
أما بالنسبة للعلاج فيتضمن وصف البنسلين أو الاريترومايسين ( مضاد جرثومي ) و مضاد ذيفان وريدي يجب أن يطبق خلال أقل من ٢٤ ساعة .
في بعض الحالات قد ينفصل الغشاء الرمادي ويسبب انسداد في الحنجرة وهي حالة إسعافية مهددة للحياة تتطلب إجراء فغر رغامى . الإصابة بالخناق ناظرة بفضل إدخال اللقاح لبرنامج اللقاحات عند الأطفال .
نورد لكم الآن بعض الأسباب الأخرى لالتهاب الحلق :
قد يحدث التهاب الحلق بسبب التحسس من حبوب الطلع أو الغبار أو وبر الحيوانات ، مما يسبب تهيج والتهاب في الحلق .
كما قد يحدث تهيج حلق والتهاب مزمن نتيجة التعرض لدخان السجائر أو مضغ التبغ أو دخان المصانع والسيارات في المدن .
بالإضافة لذلك ، فإن المواد الناتجة عن القلس المريئي المعدي أو التنقيط الأنفي الخلفي في سياق الإصابة بالتهاب الجيوب المزمن ، يسبب تهيج و التهاب حلق مزمن.
ومن الشائع حدوث التهاب في الحلق عند التعرض لإجهاد صوتي نتيجة الصراخ أو التحدث بصوت عالٍ لفترة طويلة مما يؤدي لإجهاد عضلات الحلق والإصابة بالالتهاب.
أما بالنسبة للمثلجات (البوظة) فقد ثبت أنه لا علاقة (علمياً) للمشروبات الباردة والبوظه بالتهاب الحلق بل يوصى بها من الأكاديميات الطبيه لتخفيف الألم والاحتقان بالتهاب الحلق،
و إذا حدث الالتهاب بعد تناول البوظه فهو غالباً (صدفة بحته).
التهاب الحلق واللوزتين هو ناجم عن عدوى فيروسيه أو جرثومية بينما البوظه ليس لها تأثير مباشر لالتهاب الحلق واللوزتين (إلا بحال كانت ملوثة أساساً ).
وبحال صعوبة البلع الشديدة البوارد والمثلجات هي الحل لتخفيف الألم.
وفي الختام نذكر أنه عند الإصابة بالتهاب الحلق يجب عليك أن تحصل على قسط كافي من الراحة وتجنب المواد المهيجة، و يجب شرب مشروبات دافئة مثل الشاي أو الماء الدافئ المحلى بالعسل أو الشوربات الدافئة ولا يجب أن تكون هذه المشروبات ساخنة لأنها ستزيد الاحتقان والألم، وتجنب الكافيين والكحول واحصل على كمية كافية من السوائل لتجنب جفاف الحلق . جرب أقراص المص المتواجدة في الصيدليات . كما يمكن تجربة الغرغرة بالماء والملح فقد تهدئ الالتهاب وتجنب الاختلاط بالآخرين عند الإصابة بعدوى جرثومية أو فيروسية حتى الشفاء .
ما هي الحالة الطبية التي تعنى بارتجاع الطعام؟ وهل العلاج الوحيد هو واقيات المعدة؟