تعاني الحامل من الغثيان والإقياء بشكل شائع خلال الحمل، و يعتبر الغثيان الصباحي من أشهر مشاكل الثلث الأول من الحمل والتي تشتكي منها معظم الحوامل ، و يعتبر الغثيان والإقياء الحملي من الأعراض المزعجة و التي قد تؤثر على النشاط اليومي ونوعية الحياة للحامل وتحدث في أي وقت خلال النهار أو الليل ولكن تبلغ ذروتها في الصباح الباكر و تختلف شدته من غثيان خفيف وحتى إقياءات شديدة تتطلب قبولاً في المشفى .
ماهي الأسباب والعوامل التي تسبب الغثيان والإقياء الحملي؟
لا يوجد سبب محدد للغثيان و الإقياء الحملي ولكنه يعزى للتغيرات الهرمونية خلال فترة الحمل و لا سيما في بداية الحمل قبل أن يتأقلم الجسم مع هذه التغيرات حيث عادة ماتخف الأعراض مع تقدم الحمل وتأقلم جسم المرأة الحامل معه .
إن ارتفاع هرمون HCG ( الهرمون المشيمائي البشري والذي تنتجه المشيمة خلال الحمل ويسمى الهرمون الحملي) و ارتفاع هرمون الأستروجين خلال الحمل يعتبر من أهم العوامل التي تسبب الإصابة بالغثيان والإقياء الحملي .
تشعر الحامل بالغثيان دون وجود محرض محدد ولكن قد تتأثر بالحرارة العالية أو الأطعمة كثيرة التوابل أو الحلويات أو بسبب الروائح القوية، و يعتبر أخذ أدوية هرمونية حاوية على الأستروجين من العوامل التي تزيد من احتمال تعرض المرأة الحامل للغثيان و الإقياء الحملي .
كما يترافق الحمل التوأمي ( الحمل بعدة أجنة ) أو الحمل العنقودي ( حمل مرضي يمتلأ الرحم بالعناقيد دون وجود جنين ) بأعراض حملية أكثر شدة و عادة ما يكون الإقياء الحملي أكثر شدة في هذه الحالات .
وجود قصة عائلية أو قصة شخصية سابقة لحمول ترافقت مع إقياءات شديدة يزيد احتمال التعرض لنفس المشكلة في الحمول التالية .
يحدث الغثيان والإقياء الحملي بشكل أشيع عند النساء اللواتي عانين سابقاً من مشاكل داور حركي أو صداع نصفي أو غثيان تالي لاستخدام موانع الحمل الهرمونية .
ماذا عن الأعراض التي تعاني منها الحامل و متى تكون خطيرة على الحامل وتتطلب استشارة طبية ؟
يحدث عادة غثيان صباحي مع أو بدون إقياءات ، و يعتبر إحدى العلامات التي تشير إلى الشك بوجود حمل ، حيث أن الغثيان والإقياء الحملي يبدأ في الثلث الأول من الحمل ( الأسبوع التاسع من الحمل ).
قد تكون الإقياءات شديدة ومفرطة و تؤدي لنقص في سوائل الجسم بالتالي شعور الحامل بالدوار و الدوخة و تنقص كمية البول ويصبح داكن اللون و فقدان أكثر من ٥٪ من الوزن الذي كانت عليه قبل الحمل و تتسرع ضربات القلب و ينخفض الضغط و قد يحدث فقدان وعي .
عند حدوث تقيؤ متواصل وعدم القدرة على تناول الطعام والشراب و ظهور أعراض التجفاف يجب طلب الرعاية الصحية والذهاب للمشفى .
لا يعتبر الغثيان أو الإقياءات الخفيفة عامل مهدد بالخطر للأم وجنينها ولكن يجب الانتباه من الوصول لحالة تجفاف و اضطراب في كهارل الجسم في الإقياءات الشديدة والتي تتطلب تدبير طبي .
عادة تتبدأ الأعراض قبل الأسبوع التاسع من الحمل وتتحسن مع تقدم الحمل .
أما بالنسبة للتشخيص و الفحوصات الطبية :
يعتمد التشخيص على وجود الأعراض و إجراء اختبارات الحمل لتأكيد وجود الحمل .
كما يجب فحص العلامات الحيوية عند المرأة الحامل والاطمئنان على صحتها وصحة جنينها و أنها غير معرضة لفقدان سوائل يؤثر على صحتهما.
في الحالات الشديدة يتم إجراء فحوص بولية ودموية .
العلاجات المتبعة لتخفيف حالات الغثيان والإقياء الخفيف:
يمكن استخدام الزنجبيل للتخفيف من الغثيان الصباحي الخفيف دون الإفراط منه، حيث أنه يؤخذ حسب تعليمات الطبيب دون زيادة و يعتبر الزنجبيل آمن خلال الحمل.
تعتبر مكملات فيتامين ب٦ ( البيريدوكسين ) فعالة في علاج الغثيان الحملي .
أما بالنسبة لعلاج حالات الإقياء الحملي الشديد :
يجب القبول في المشفى و البقاء عدة أيام حتى يتحسن الإقياء، بحيث يتم تعويض السوائل والكهارل ( الصوديوم والبوتاسيوم ) و دراسة الصبيب البولي ( نتاج الكلية ) .