يعتبر الزواج بداية لتكوين الأسرة والتي تعتبر أصغر مؤسسة في المجتمع و بصلاحها يصلح المجتمع لذا عند الدخول في مؤسسة الزواج واتخاذ قرار تكوين أسرة يجب أن يكون هذا الزواج صحي ويضمن تكوين أسرة سعيدة تنعم بالاستقرار و الراحة ، و محمية قدر الإمكان من الأمراض والعبء النفسي والاقتصادي الذي يشكله المرض على الأسرة والمجتمع ككل .
وبهدف تكوين أسرة سليمة وإنجاب أطفال أصحاء جسدياً ونفسياً من المهم القيام بفحص طبي للمقبلين على الزواج ، لمعرفة وجود بعض الأمراض الوراثية والتي من الممكن ان تنتقل للأبناء و تشخيص وجود أمراض معدية والتي ممكن أن تنتقل للشريك و تقديم المشورة الطبية و الخيارات العلاجية و البدائل أمام المقبلين على الزواج بحال وجود مشاكل صحية قد تنتقل بالوراثة أو أمراض تنتقل بالاتصال الجنسي .
تساعد الفحوصات الطبية قبل الزواج في تقليل انتشار بعض الأمراض الوراثية مثل فقر الدم المنجلي و التالاسيميا في الكثير من المناطق التي كان يشيع فيها انتشار هذه الأمراض ، بالإضافة إلى حماية الشريك من الإصابة بعدوى بعض الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس مثل التهاب الكبد ب و الايدز ( فيروس عوز المناعة المكتسب HIV )، كما أن الفحص الطبي قبل الزواج يقلل من الأعباء المادية الباهظة اللازمة لعلاج الأطفال المصابين باضطرابات وراثية انتقلت من الآباء .
تابعوا معنا بعض الأمراض التي يجب أن يتم الكشف عنها قبل الزواج :
1.الأمراض الوراثية :
يجب أن يتم التحقق من التوافق الجيني ( الوراثي) لدى الزوجين و الكشف عن حاملي الطفرات الجينية المسؤولة عن اضطرابات في تشكيل الخضاب و بالتالي ظهور مرض التالاسيميا أو فقر الدم المنجلي أو فقط حمل الجينات المرضية دون ظهور المرض .
عندما يكون كلا الزوجين سليمين و لكنهم حاملين للجينات المرضية فيوجد احتمال بإنجاب أبناء مصابين بمرض التالاسيما أو فقر الدم المنجلي .
2.ماذا عن الأمراض التي تنتقل جنسياً؟
تشمل التهاب الكبد ب و الايدز و الهربس والزهري ( السفلس) و الكلاميديا و السيلان البني.
حيث من الهام اكتشاف إصابة أحد الزوجين بأحد هذه الأمراض و تقديم العلاج إن أمكن و تقديم المشورة بشأن احتمال انتقال العدوى للزوج السليم .
وتعتبر هذه الفحوصات من أهم الفحوصات الواجب إجرائها لحماية الشريك المستقبلي من الإصابة بالعدوى .
كما يتم فحص السائل المنوي للزوج وعمل إيكو للحوض وإجراء فحوصات هرمونية لكلا الجنسين لضمان الحصول على حياة جنسية سليمة و التحقق من خصوبة كلا الزوجين و تقديم المشورة بحال اكتشاف وجود نقص في الخصوبة.
3. اختبارات زمرة الدم:
يجب إجراء اختبارات لتحديد الزمرة الدموية و إيجابية الريزوس ، ففي حال كان الزوج إيجابي عامل الريزوس والزوجة سلبية الريزوس فيمكن توقع أن يكون الطفل الأول إيجابي الريزوس و بالتالي يتعرض الطفل الثاني لانحلال دموي ما لم تعط الأم بعد الولادة إبرة Anti D خلال 72 ساعة .
4.الأمراض المزمنة:
من الهام إجراء اختبارات لاكتشاف الأمراض المزمنة قبل الزواج وبشكل مبكر مثل السكري و ارتفاع الضغط الشرياني واضطرابات الغدة الدرقية والتي قد تؤثر على الحياة الزوجية الجنسية أو تتسبب بمشاكل عند الحمل أو الولادة .
بعد القيام بالفحص الطبي قبل الزواج يتم تقديم النصح والمشورة بحال إمكانية أو عدم إمكانية الاستمرار في الزواج، وبعض الدول تمنع الزواج بحالات الخطورة المرتفعة التي قد تلحق بأفراد الأسرة .