تعتبر ضخامة القرينات حالة طبية شائعة وتحدث بسبب مشاكل أخرى في الجهاز التنفسي مثل الحساسية أو انحراف الوتيرة الأنفية ، و تسبب أعراض احتقان وانسداد في الأنف ، ويهدف العلاج لتقليص حجم القرينات وتخفيف الأعراض الانسدادية إما بالعلاج الدوائي أو الجراحي بحسب سبب ضخامة القرينات .
والقرينات الأنفية هي عبارة عن ثلاث بروزات عظيمة داخل جوف الانف على يمين ويسار الجدار الجانبي لجوف الأنف ومغطاة بشبكة وعائية غزيرة و نسيج بطانة مخاطية . وظيفتها الأساسية هي ترطيب تيار الهواء الداخل للجهاز التنفسي وتدفئته وذلك بفضل وجود دوران دموي غزير للقرينات الأنفية .
ينفذ تقريباً أكثر من 50% من الهواء عبر المساحة المحصورة بين القرينين المتوسط والسفلي.
بالاضافة لذلك فإن القرينة العلوية مغطاة بمخاطية شمية مهمتها الإحساس بالروائح .
ويتم تصريف الجيوب الأنفية عن طريق ممرات عظمية تنفتح تحت القرينات على جوف الأنف بالإضافة لتصريف القناة الأنفية الدمعية على جوف الأنف .
لنبدأ مع أسباب ضخامة القرينات الأنفية :
تتضخم القرينات عادة نتيجة التهاب أنسجتها بسبب الحساسية الأنفية أو التعرض لمواد مهيجة أو الإصابة بنزلات البرد والانفلونزا أو عدوى الجهاز التنفسي البكتيرية ، و أيضاً بسبب الاستخدام طويل الأمد لمضادات الاحتقان ( لا يجوز استخدامها لأكثر من أسبوع أو بحسب تعليمات الطبيب )، كما تحدث في سياق التهاب الجيوب المزمن، وفي حالات انحراف الوتيرة الأنفية حيث أن انحراف الحاجز الأنفي لجهة معينة سيقلل من مرور الهواء باتجاهها وسيمر تيار الهواء في الجهة المقابلة ( الأوسع ) وذلك يؤدي لضخامة القرينات في هذه الجهة بسبب زيادة عملها وفقدان دورة القرينات الأنفية ( والتي تتبدل كل نصف ساعة في الحالة الطبيعية بين جهتي الأنف ) .
كما قد تحدث ضخامة القرينات نتيجة التبدلات الهرمونية مثل الحمل أو بعض الأدوية .
ما هي أعراض ضخامة القرينات الانفية وما المخاطر المحتملة؟
تسبب ضخامة القرينات الأنفية نتيجة التهاب وتوذم أنسجتها حدوث أعراض انسداد أنفي مشابهة لأعراض الإصابة بالزكام.
العرض الاشيع والأهم هو الشعور بانسداد الأنف و صعوبة التنفس عبر الأنف و الشعور دائماً بجفاف الأنف .
من الشائع حدوث شخير وأصوات تنفس أنفية ويزداد التنفس عبر الفم كما تزداد احتمالية الإصابة بالنزوف الأنفية ( الرعاف) وتنقص حاسة الشم مما يؤثر أيضاً على حاسة التذوق .
الشعور باحتقان في الأنف و سيلان أنفي أمامي أو خلفي ( تنقيط أنفي خلفي ) ، صداع والم في الوجه .
قد تسبب ضخامة القرينات الأنفية متلازمة توقف التنفس الانسدادي أثناء النوم .
كما أن الضخامة في القرينات قد تعيق تصريف الجيوب الأنفية مما يؤدي إلى زيادة احتمال الإصابة بالتهاب الجيوب.
كيف يتم تشخيص ضخامة القرينات ؟
يتم تشخيص ضخامة القرينات الأنفية بناء على الأعراض والسوابق المرضية عند المريض، وفي الحالات غير الواضحة يتم اللجوء لإجراء صورة طبقي محوري لرؤية القرينات المتضخمة ووضع التشخيص.
ماذا عن العلاج؟
يعتمد اختيار العلاج المناسب بحسب سبب ضخامة القرينات الأنفية فإما أن يكون العلاج دوائي أو جراحي ، وجميع العلاجات تهدف لتصغير حجم القرينات و الحد من أعراض ضيق التنفس .
في حالات الحساسية الأنفية يجب تجنب التعرض للمحسسات ( غبار الطلع ، وبر الحيوانات ) و يمكن استخدام مضاد هيستامسن أو بخاخ ستيروئيد أنفي .
يجب تجنب استخدام مضادات الاحتقان لفترة طويلة.
عند عدم الاستجابة على العلاجات السابقة يجب تصغير القرينات الأنفية جراحياً وذلك إما باستئصال تحت مخاطية القرين السفلي و يتم ذلك بإزالة الأنسجة العميقة والعظمية والإبقاء على النسيج البطاني، أو استئصال القرين بجميع طبقاته لتقليل الانسداد الأنفي ومشاكل التنفس، ولكن قد ينتج عن ذلك الإصابة بنزيف أو متلازمة الأنف المسدود بعد الجراحة ( إزالة جزء كبير من مخاطية الأنف يؤدي لضعف الإحساس بمرور الهواء عبر الأنف والتوهم بوجود انسداد أنفي) .