الوتّاب وهو ألم وتشنج في عضلات الرقبة وبين لوحي الكتف ( منتصف الظهر ) ، وهي مشكلة شائعة وقد تحدث في جميع الأعمار ولكنها أكثر شيوعاً في سن الشباب ، حيث يرتبط حدوثها بوضعيات جلوس خاطئة ولساعات طويلة أو التعرض للهواء البارد، و تستمر الأعراض عادة بين يوم وحتى أربعة أيام، وفي بعض الأحيان يكون التشنج العضلي شديد ومعيق للأعمال اليومية.
بدايةً الوتاب مصطلح يستخدمه العوام للاشارة إلى وجود تشنج عضلي في منطقة الرقبة وأعلى الظهر بين لوحي الكتف والذراع ، يتظاهر بتيبس وتصلب عضلي و يكون الألم الناتج مفاجئ ( حالة حادة ) ومن الملاحظ اتخاذ المريض لوضعية معينة تخفف شعوره بالألم مثل إمالة الرأس مع وجود صعوبة وألم عند تحريك المنطقة المصابة بالتشنج العضلي .
يحدث ألم الوتاب عادة في منطقة العنق وبين لوحي الكتف وقد يمتد للذراع وأحياناً للفك السفلي . يترافق ذلك بحدوث تيبس عضلي و محدودية في الحركات وسعة الحركة ، مع وجود إيلام بالمنطقة ( الشعور بالألم عند جس العضلات ) ، يزداد الألم مع حركات العنق والصدر ، وقد يترافق ذلك بإحساس خدر وتنميل في الأطراف العلوية .
ومن الشائع الإصابة بالصداع في سياق حدوث الوتاب .
كيف يحدث الوتّاب وماهي أسبابه؟
الوتاب هو عبارة عن تشنج يصيب عضلات العنق نتيجة تعرضها للإجهاد أو حركة سريعة خاطئة مما يؤدي لتمزق عضلي أو تمزق الأربطة أو الأوتار في المنطقة المصابة .
حيث يحدث الوتاب نتيجة الجلوس لفترات طويلة بوضعية خاطئة مثل الجلوس أمام جهاز الكومبيوتر لساعات طويلة أو الجلوس للعمل أو القراءة أمام طاولة بعيدة عنك وغير مريحة، وكذلك عند قيادة السيارة لفترة طويلة.
بالإضافة للعمل لساعات طويلة والتعرض للإرهاق أو حمل وزن ثقيل وتعرض فقرات العمود الرقبي للإجهاد والانحناء للأمام أو الحمل الثقيل على كتف واحدة باستمرار مثل ارتداء حقيبة الكتف .
كما أن النوم على وسادة مرتفعة وغير مريحة أو النوم بوضعية خاطئة يؤدي لانضغاط عضلات العنق والكتف.
وأيضاً التعرض لضربة شديدة أو حادث سير يصيب منطقة الرقبة أو بين لوحي الكتف يسبب حدوث الوتّاب .
قد يحدث الوتاب في سياق حدوث إصابات أخرى مثل كسور عظم الترقوة ، خلوع الكتف ، التمزقات العضلية ، التهاب مفاصل الرقبة .
و قد يحدث بشكل شائع عند الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة.
من الممكن أن يختلط التشخيص مع تشخيص الإصابة بنوبة قلبية حيث أن ألم النوبة القلبية ممكن أن يظهر بين لوحي الكتف أو ينتشر للقسم العلوي من الذراع.
كما قد يحدث التواء وتشنج في عضلات العنق باتجاه واحد بسبب مرضي يسمى الصعر وهذه الحالة طبية عصبية تتطلب استشارة طبية وعلاج طبي.
ماهي طرق العلاج وتخفيف الألم؟
غالبية الحالات خفيفة ويمكن علاجها بالمنزل واللجوء للإجراءات التالية:
من الخاطئ القيام بحركات أو تدليك شديد للمنطقة بهدف فك التشنج العضلي لأن ذلك سيزيد المشكلة سوءاً ولن يحلها.
يمكن أخذ مسكن ( مضادات التهاب غير ستيروئيدية ) ومرخيات عضلية بهدف تخفيف الألم وتسريع مدة الشفاء .
ومن المفيد دهن المنطقة بكريمات مرخية للعضلات حيث أنها تسكن الألم وتخفف شدة الأعراض .
كما يمكن عمل كمادات دافئة في حالات التشنج العضلي الرقبي المزمن أو كمادات باردة في حال الإصابة بتشنج رقبي حاد ومفاجئ .
يمكن تخفيف التشنج العضلي من خلال عمل مساج زيتي لطيف ( يمكن استخدام زيت الزيتون ) .
والآن نترككم مع بعض العادات التي يجب تغييرها للوقاية من الإصابة بالوتاب :
1. الوقوف لفترات طويلة أو الجلوس مع انحناء الظهر للأمام ( تحدب الظهر ) إذ يفضل الجلوس بوضعية مستقيمة للجذع مع عدم وجود فراغ بين ظهرك وظهر الكرسي.
2.خذ قسطاً من الراحة عند العمل لساعات طويلة على جهاز الكومبيوتر كما يجب وضع الشاشة في مستوى العينين وليس أخفض منهما لتجنب انحناء العنق خلال ساعات العمل .
3.تجنب التحدث بالهاتف المحمول بطريقة وضعه بين الخد والكتف.
4.يجب استخدام وسادة مناسبة تجعل رأسك على نفس السوية مع عمودك الفقري خلال النوم وتجنب الوسادات المنخفضة جداً أو المرتفعة جداً .
5.مارس التمارين الرياضية بانتظام لتنشيط الدورة الدموية والوقاية من الإصابة بالتشنج العضلي.
6.يجب تجنب ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي لساعات طويلة .
7. تجنب التعرض لتيار هواء بارد لأنه يسبب الإصابة بالتشنج الرقبي خاصة عندما تكون العضلات دافئة مع تعرق على سطح الجلد .
8.الحمام الدافئ يحسن الدورة الدموية للعضلات و يقي من الإصابة بالتشنج العضلي.
9.التخلص من حالات التوتر والقلق التي تزيد احتمال الإصابة بالتشنج الرقبي .
10.يمكن للإبر الصينية أو الحجامة التخفيف من شدة الحالة و قد يكون لها فائدة في علاج حالات الوتاب .