اضطراب الشخصية الإعتمادية ، حالة نفسية تجعل الشخص معتمد بشكل كامل على الأشخاص من حوله وفاقد لاستقلاليته الذاتية حتى في أبسط الأمور .
يصاب بالقلق والذعر عند شعوره بالوحدة كما قد تحدث نوبات الهلع بشكل شائع عند هؤلاء الأشخاص .
دائماً هم بحاجة للتشجيع حتى يستطيعون التأقلم مع كل مجريات الحياة ، ويعتمدون أسلوب المسكنة وتضخيم المشاكل لاستدرار عطف الناس مع التقليل الدائم لما لديه من أشياء ذات قيمة وإيجابية .
يخشى الوحدة ويهرب دائما لمصاحبة أشخاص آخرين للاعتماد عليهم عندما يخسر أصدقائه فلا يبقى وحيداً.
جميع قراراته وحتى الأمور المتعلقة بحياته الخاصة هي بيد الآخرين وتحت تصرفهم ، فهو لا يختار تخصصه الدراسي ولا عمله ولا زواجه إنما يرغب في تنفيذ أوامر من يوليهم أمره ويتكل عليهم .
تعتمد هذه الشخصية على الابتزاز العاطفي للحصول على مصالحها ولدفع الناس لتبية رغباتها وتقديم المساعدة
هذه الشخصية دائماٌ تابعة للآخرين ففي المدرسة يتبع أقوى زملائه أو مدرسيه وفي العمل تابع لمديره بشكل مطلق و دائما نلاحظ لديه تبعية تامة لمذاهب دينية واقتصادية وسياسية ووسائل الإعلام والموضة .
هؤلاء الأشخاص هم أكثر عرضة للعزلة والاكتئاب ونوب الهلع واضرابات القلق وغيرها من الإضطرابات النفسية .
يميلون لإن يقللوا من ذاتهم أمام الآخرين ويتصفون بالتشاؤم والسلبية وعدم الثقة بالذات .
تلعب الظروف الاجتماعية دوراً في ظهور اضطراب الشخصية الاعتمادية فالحماية المبالغ بها من الوالدين أو التسلط وفرض كل شيء على ابنهم وجعله تابع يلبي مايرغبون به حتى في حياته الشخصية ، مما يجعله شخص اتكالي غير قادر على إتخاذ أي قرار بنفسه ويرغب بتنفيذ ما يأمره به الآخرين ودائما يبحث عن شخص يعتمد عليه ويوكله كافة أموره .
يشعرون دائما بالخوف عندما يُهددون بالتخلي عنهم ، ويقدمون كافة التنازلات كي لا يبقون بمفردهم فهم غير قادرين على مواجهة الحياة بمفردهم .
العلاج النفسي يهدف لتشجيع الشخص على اتخاذ قراراته بمفرده واعتماده على ذاته.
أن يتعلم كيف يضع حدود في علاقاته ويجرب الاستقلالية ، وأن يدرك حاجياته ورغباته الخاصة وشكل حياته الذي يرغب به وكيفية الوصول لذلك .
العثور على أنشطة وممارسة هوايات جديدة وتعلم مهارات جديدة والانفراد عن الآخرين .
يجب أن يكون العلاج قصير المدى حتى لا يطور الشخص اعتماداً على المعالج النفسي كي يتخطئ صعوبات الحياة .
يمكن اللجوء للعلاج الدوائي في حالات الإصابة بالاكتئاب أو نوب الهلع واضطرابات القلق المرافقة للحالة .
إذا كنت تتعامل مع شخص إعتمادي فيجب أن تحاول ألا تقدم له مساعدة في كل شيء لدرجة الاستغلال ، قم بتقديم المساعدة ضمن حدود واضحة ، واتركه يجرب الاستقلال واكتساب الخبرات اللازمة للخوض في هذه الحياة بمفرده ولا تغذي لديه الشخصية الإعتمادية بتلبية جميع طلباته ومساعدته في كل شيء .
اقرأ أكثر حول: