لكي نبني إنسان واعي وناجح وفعال في المجتمع لابد من التركيز على الجانب الأخلاقي في البداية، بعض المدارس النفسية تشير إلى أن بناء الإنسان أخلاقيًا ونفسيًا عادةً يكون أهم من بنائه جسديًا، وهذا بالتأكيد كلام سليم فإذا أردت أن تعرف سبب نجاح وازدهار بلد ما عليك أن تستفسر بدايةً عن أخلاق الشعب فيه.
تابع عزيزي القارئ معنا قراءة المقال التالي من موقع Doctor حيث سيتم تسليط الضوء فيه على أهم التجارب في إدخال التربية الأخلاقية في أنظمة التعليم في المدارس، وكذلك سيتم توضيح دور الأخلاق في النهوض بالمجتمع.
أهمية الأخلاق في المجتمع.
تعتبر الأخلاق قاعدة أساسية في بناء المجتمعات وازدهارها، حيث تُبنى عليها جميع القوانين والأحكام، فهي الأساس المتين الذي تقوم عليها مبادئ الشريعة الإسلامية، وجميع الأديان الأخرى، وهذا الأمر الذي جعلها أساس صلاح المجتمع وقوته ، والدرع الواقي من المسبّبات المؤدّية لانهياره، وتحويلها إلى مجتمعات تحكمها الشهوات أو الغرائز، وبالتالي سيادة قانون الغاب فيه، إذا مجتمع بلا أخلاق هو بالتأكيد غابة بكل معنى الكلمة لا تحكمها لا قوانين ولا ضوابط ولا أنظمة، حيث تعتبر الأخلاق العنصر الأساسي في بناء أفراد مثالين، ومجتمعات راقية، ودول متقدمة، لذلك تلعب الأخلاق دورًا أساسيًا في تهذيب المجتمعات، وإعدادها إعدادًا فاضلًا، فالأخلاق هي المسبّب الأساسي لنهضة الأمم، وقوّتها.
تجارب مختلفة في إدخال التربية الأخلاقية في التعليم.
يعتبر إدخال التربية الأخلاقية في النظام التعليمي من أهم الأمور التي يجب العمل عليها في جميع الدول، حيث إن التربية الأخلاقية لا تقل شأنًا عن أي مادة أخرى في النظام التعليمي، والكثير من الدول عملت على تخصيص حصص دراسية في المدارس من أجل تعزيز مفهوم الأخلاق لدى الطلاب دون استثناء أحد، ويجب التنويه إلى أن هكذا خطوة بالتأكيد يجب أن تكون منذ الصغر أي في المرحلة الابتدائية، حيث تقوم معظم الأنظمة التعليمية إلى دمج ( التربية الأخلاقية) في العملية التعليمية، وذهبت دول أخرى جعلها مادة منفصلة خاصة، وخاصةً بعد معطيات عالمية تم التأكيد من خلالها على أن التربية والتعليم بحاجة ماسة لتعليم الأخلاقيات، مثل المبادرة الأخيرة لولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لدعم المناهج والمقررات الدراسية بالقيم النبيلة، ومثل مبادرة الحكومة السورية في العام الماضي، حيث أصدرت وزارة التربية السورية قرارًا ينص على إدخال مادة التربية الأخلاقية بشكل نظامي في النظام الدراسي ويتم تخصيص ساعتين في الأسبوع.
التربية الأخلاقية في المدارس السورية.
بعد سنوات الحرب والأزمة التي عاشتها سوريا كان هناك دمار كبير وخسارة ليس فقط بالمباني والشوارع والمدن بل كان هناك دمار و انحلال كبير جدًا في الأخلاق عند الكثيرين وقد أصبح لابد من إيجاد حلول لذلك، و نتيجةً لذلك كان لابد من إدخال مادة التربية الأخلاقية في النظام التعليمي واعتبارها مادة نظامية مثلها مثل أي مادة أخرى يتم تدريسها في المدارس، حيث أصدرت وزارة التربية السورية قرارًا ينص على إدخال مادة التربية الأخلاقية بشكل نظامي في النظام الدراسي ويتم تخصيص ساعتين في الأسبوع، و قد حظي هذا القرار بقبول وتأييد جماهيري واسع من قبل السوريين الذين يرغبون بإعادة بناء بلدهم من جديد والذي لن يكتمل دون بناء الجانب الأخلاقي لدى الإنسان.
وهكذا يكون في الختام قد تم تسليط الضوء على تجربة إدخال التربية الأخلاقية في المدارس السورية، و تم توضيح الحاجة الماسة للأخلاق في بناء المجتمع وازدهاره وتطوره.