التصلب اللويحي مرض مناعي ذاتي يؤدي لإلتهاب الأغشية الميالينية المحيطة بالمحاور العصبية في الجملة العصبية المركزية ( الدماغ والنخاع الشوكي) وقد تصاب المحاور العصبية بالإلتهاب مما يسبب تلف المادة البيضاء وظهور أعراض عصبية.
إحتمال إصابة قشر الدماغ وإحداث تلف في المادة الرمادية موجود وذلك يؤدي لمشاكل إدراكية قد تنتهي بالخرف بحالات قليلة .
يمكن أن يظهر المرض في أي عمر ، والأشيع أن يبدأ بعمر 20_40 عام. ويصيب النساء بشكل أشيع من إصابة الرجال .
من العوامل التي تزيد من إحتمال الإصابة بالمرض:
1) السكان في المناطق القريبة من خط الإستواء
2) قلة التعرض للشمس ونقص فيتامين D
3) وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض
4) وجود مرض مناعي ذاتي آخر ( سكري ، مشاكل الدرق ).
5) العلاج الهرموني عند السيدات
6) العدوى بالعوامل الممرضة ولا سيما فيروس إيبشتاين بار حيث توجد علاقة بين الفيروس والإصابة بالتصلب اللويحي.
7) التدخين
8) الشدّة النفسية
الآلية المرضية :
يتفعل جهاز المناعة بشكل شاذ ضد الخلايا الدبقية قليلة التغصن والتي تقوم بصنع الأغشية الميالينة المحيطة بالمحاور العصبية في الجهاز العصبي المركزي بهدف عزلها وتسريع مرور الإشارة العصبية خلالها .
يتفعل جهاز المناعة بشكل هجمات إلتهابية تلحق ضرر وتلف الأنسجة البيضاء وقد تطال الأنسجة الرمادية في قشر الدماغ. ونادراً جداً مايطال الجهاز العصبي المحيطي .
عندما يُفقد الميالين تنقص قدرة الخلية العصبية ( العصبون ) على نقل الإشارة الكهربائية بصورة فعّالة.
تحدث عملية إصلاح للميالين في المراحل المبكرة للمرض ولكن الخلايا الدبقية قليلة الإستطالات تصبح غير قادرة على اصلاح الميالين بشكل كامل مع تكرر الهجمات وتقدم المرض.
الهجمات الإلتهابية المتكررة ينتج عنها ندوب تظهر بشكل لويحات .
أشيع ماتظهر هذه اللويحات في المادة البيضاء : حول البطينات الجانبية والعصب البصري والعقد القاعدية وجذع الدماغ والنخاع الشوكي .
العلامات والأعراض :
تختلف الأعراض بحسب المنطقة التي هاجمها جهاز المناعة وإزال الميالين منها .
تظهر الأعراض بشكل نوب تبدأ خلال أيام لأسبوع ثم تتراجع تدريجياً ( بشكل كامل أو جزئي) خلال أشهر لسنوات.
من الشائع أن تتظاهر الهجمة الأولى بإلتهاب العصب البصري خلف المقلة .
من التظاهرات الشائعة:
ازدواج رؤية ، ضعف رؤية ، فقدان رؤية ، ألم بتحريك مقلة العين.
فقدان الحس ،التنميل والخدر
الضعف العضلي ، التشنج العضلي ،اشتداد المنعكسات
رنح ، رأرأة ، اضطراب الكلام ، اضطراب البلع
اصابة الجهاز العصبي الذاتي : مشاكل في التبول ومشاكل جنسية .
اكتئاب وتقلب مزاج .
مشاكل ادراكية
إعياء وتعب مزمن
ظاهرة ليرميت : الشعور بتيار كهربائي ينتشر للضهر عند ثني العنق
ظاهرة أوتهوف : اشتداد الحالة السريرية عند ارتفاع درجات الحرارة.
لا يمكن التوقع بحدوث النوبة ومن النادر حدوث أكثر من نوبتين خلال العام الواحد.
الإنفلونزا والاجهاد قد تحرض حدوث نوبة.
قد يظهر المرض بشكل نوب يتبعها هجوع وهو الأشيع وقد يكون مستمر متفاقم تدريجياً دون فترات هجوع ، في بعض الحالات يبدأ المرض بشكل نوب وبعد عدة سنوات يتحول للنمط المستمر.
التشخيص:
يعتمد على القصة المرضية كاملة ووجود موجودات مخبرية وتصوير طبي داعمة للتشخيص.
1) إجراء إختبار تحفيز العصب البصري: يكون أقل نشاطاً من الطبيعي.
2) رحلان كهربائي للسائل الدماغي الشوكي يظهر وجود الشرائط قليلة النسائل من نمط الغلوبولين المناعي G.
3) تصوير الرنين المغناطيسي مع حقن الغادولنيوم : وجود أكثر من 10 لويحات مشخص للمرض. يمكن تمييز اللويحات الحديثة الفعالة عن اللويحات القديمة بالرنين المغناطيسي.
العلاج :
يتم علاج الهجمات الحادة للمرض بالستيروئيدات الفموية أو الوريدية بحسب شدة الحالة . وبحال عدم الإستجابة تجرى فصادة البلازما.
علاجات معدلة لسير المرض خارج الهجمات :
الانترفيرون بيتا ، أهم دواء يقلل هجمات التصلب اللويحي .
من العلاجات الأخرى : الغلاتيرامير ، الناتاليزوماب، الفينغوليمود.
علاج تأهيلي للمريض للسيطرة على وظيفة المثانة وعلاج التشنج العضلي والمشاكل الجنسية والنفسية.
علاجات بديلة ( باستشارة الطبيب) : فيتامين د ، تداوي بالأعشاب ( القنب ) ، وخز بالإبر ، المعالجة بالأوكسجين عالي الضغط.
غالباً يعيش مرضى التصلب اللويحي حياة طبيعية ولا ينقص المدى العمري لهم إلا بمقدار بضعة سنوات قليلة وحالات العجز الشديدة تعتبر نادرة بوجود العلاج والمتابعة الطبية .