الدواءُ في دمِ المتعافين
تستعدُّ المستشفيات في مدينة نيويورك لاستخدام بلازما دم المتعافين من فيروس SARS-CoV-2 كمضادٍّ محتملٍ للمرض، حيث يأملُ الباحثون في أن تتمّ الاستفادة من هذا النهج المتبع منذ قرنٍ من الزمن، والقائمِ على مدِّ المرضى بالدماء المحمّلة بالأجسام #المضادّة، التي يتبرع بها المتعافون من المرض.
- تأتي هذه الخطوة بعد دراساتٍ أجريت في الصين لقياسِ مدى فاعلية البلازما التي تحتوي على أجسام مضادّة، وتأثيرها على حالة من تمّ علاجهم واكتمل شفاؤهم من عدوى الفيروس. وعلى الرّغم من أن هذه الدراسات لا تزال نتائجها أوّليّةٌ فقط، إلا أنّ نهج بلازما النقاهة سبق أن شهد قدراً متواضعاً من النجاح خلال تفشي متلازمة الجهاز التنفسيّ الحادة "سارس" وقبلها خلال تفشي إيبولا، حيث يعودُ هذا النهج إلى تسعينيّات القرن التاسع عشر، حين جرت واحدةٌ من أكبر الدراسات خلال جائحة فيروس إنفلونزا H1N1 عام 1918.
- يطلقُ العلماء على هذا الإجراء مسمى "علاج الأجسام المضادّة السلبيّ" لأنّ الشخص يتلقى أجساماً مضادة خارجيّة، بدلاً من توليد استجابة مناعية ذاتية مثلما يحدث بعد التطعيم.
وعادةً ما تبقى الأجسامُ المضادّة في بلازما الدم لمدة شهر تقريباً.
- وتكمن الميزة الرئيسية في السعي لتطبيق نهج "بلازما النقاهة" في أنها متاحة حالياً، في حين يستغرق تطوير وإنتاج الأدوية واللقاحات شهوراً أو سنوات. ويبدو أن ضخ الدم بهذه الطريقة آمنٌ نسبياً، شريطة أن يتم فحصه بحثاً عن أي فيروسات أو مكونات أخرى يمكن أن تسبب العدوى.
- يرغب العلماء، الذين قادوا حركة استخدام البلازما، في نشرها بالوقت الحالي كإجراءٍ مؤقّت للسيطرة على العدوى الخطيرة، وتقليلِ الأعداد الكبيرة التي يتم علاجها بالمستشفيات.
- يراقب العالم هذه التجربة لأنه، على العكس من الأدوية، فإنّ دمَ الناجين من مرض كورونا سيكون #رخيصاً نسبيّاً، ومتاحاً لأيّ بلد يعاني بشدّة من تفشي المرض.